عميد كلية طب القصر العينى والدته فلاحه، طلقت وهى حامل واشتغلت قابلة عشان تربيه- دفتر زمان
أسرة علي باشا ابراهيم |
حين قال الشاعر احمد شوقي أن الأم مدرسة، كان محقا، وفى مقال اليوم نقدم لزوار موقعنا دفتر زمان مثال رائع وعظيم للأم التي لا تسعي ولا يشغل بالها الا ابناءها. بطلة مقالنا اليوم الأم العظيمه مبروكة
خفاجى، التى انجبت لنا رائد نهضة الطب الحديث، الدكتور علي باشا ابراهيم عطا.
في قرية من قرى مدينة مطوبس كفر الشيخ الآن، تزوج إبراهيم عطا وهو فلاح يعمل بها وكان يشتهر بعزة النفس،وقوة البنية والاعتماد على النفس، من السيدة مبروكه خفاجى أيضا من نفس القرية، ونظرا لضيق الظروف وصعوبة المعيشة قام إبراهيم عطا بتطليق زوجته وهي حامل فى طفلها الأول، فتركت القرى وذهبت الي الإسكندرية، للبحث عن عمل تحصل منه على المال لتوفير احتياجاتها وطفلها،
ولادة علي باشا ابراهيم
في الإسكندرية ولد على ابراهيم في العاشر من أكتوبر عام 1880.ولكي تستطيع والدته السيدة مبروكه خفاجى ان توفر له حياة طبيه، اضطرت للعمل قابلة فكانت تساعد النساء فى الولاده وتقوم علي رعايتهم، وكان هدفها الأول ان توفر فرصه التعليم لابنها، فالتحق على إبراهيم، بمدرسة رأس التين الإبتدائية الإسكندرية وكان طالب مجتهد حصل على جوائز عديدة فى صغره الى جانب حصوله على حب واعجاب معلمين المدرسة وذلك اكد لوالدته حسن اختيارها فى الاهتمام بتعليمه وعدم الحرمان منه ، حتى حصل علي الشهادة الابتدائيه عام1892.وعلم والده واراد انا يأخذه ليعمل بالشهادة.
هروب والدة علي باشا ابراهيم الي القاهرة.
هروب والدة على باشا ابراهيم الي القاهرة
حين علم والده ابراهيم عطا ان علي حصل علي شهادة الابتدائية، ذهب الى الإسكندرية واراد اخذ علي يضمه الى حضانته،ويحصل على وظيفه مرموقه فى ذلك الوقت ليعمل بها،
فقامت والدته بتهريب علي من فوق سطح منزلها الى منزل الجيران و استجارت بعائلة السمالوطي واعطت له كل ما تملك من المال ليذهب الى القاهرة هربا من والده املا فى تكميل رحلة تعليمه،
أقرأ«ايضا»
سفر على باشا ابراهيم الى القاهرة
بعد نجاح والدته فى منع والده من اخذه، سافر علي ابراهيم الي القاهرة، حيث كان فى رعاية أسرة السمالوطي
والتحق بالمدرسة الخديوية وقتها وكانت في درب الجماميز وهي تعتبر من اقدم المدارس فى المرحلة الثانوية حيث تم انشائها في عهد محمد على باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثه عام 1838.
وقد تخرج من هذه المدرسة العديد من العظماء منهم أمير الشعراء احمد شوقى، والشاعر احمد رامي ايضا الناشط الوطني مصطفي كامل والفنان القدير محمود المليجي،
كما تخرج من المدرسة الخديوية ايضا الاستاذ احمد لطفي سيد الملقب استاذ الجيل،وتخرج منها ايضا رئيس الديوان الملكي والوزراء علي ماهر باشا فى عهد كل من الملك فؤاد والملك فاروق. وتخرج منها لاعب الكرة الشهير والمعلق الرياضى كابتن محمد لطيف رحمه الله عليهم جميعا.
ظل علي ابراهيم فى المدرسة الثانوية ومدتها خمس سنوات
يجد ويجتهد ويبذل كل جهده ويبحث عن كتب الطب التى كانت تتحدث بتوسع فى المواد المقررة واحب العلم والاطلاع كثيرا حتى حصل على الشهادة الثانويه التى كانت
تسمى وقتها البكالوريا عام 1897وكان من المتفوقين وحصل علي الترتيب الثانى على مستوي القطر المصرى وقت ذلك والتحق بمدرسة الطب وكانت تضم عدد ست وعشرون طالبا وكانت دفعته اثنى عشر طالب كان مجتهد محبا للعلم لم يكتفي بالمناهج المقررة بل كان يبحث و يقرأ المجلات العلمية. وكان طالب مدرسة الكب يتلقي كل شهر ثلاث جنيهات كحافز له لمواصلة الدراسة كان يرسلها لوالدته جميعها عرفانا منه بفضلها وهو كان يعيش بأجر قراءة القرآن علي المقابر.
تتلمذ علي باشا ابراهيم علي يد الدكتور الملقب بشيخ الجراحين الدكتور محمد الدرى باشا والدكتور محمد علوي باشا اول من بحث فى امراض العيون واكتشف علاجها، فى السنه الاخيرة فى مدرسة الطب حصل علي ابراهيم
علي وظيفه مساعد. للدكتور سيمرس الانجليزي المتخصص في الامراض و الميكروبات وتخصص له مرتب ثابت ولذلك
بسبب تفوق علي ابراهيم. حتي تخرج من مدرسه الطب وعمره 21عاما في 1906واكمل مساعدا لدكتور سيمرس
حتي تعلم منه الكثير عن الامراض و الميكروبات في اول سنه له بعد التخرج وقام بمشاركه صديق له بفتح عيادة فى إحدى المناطق فى القاهرة ولكن لم يكن الإقبال علي الاطباء المصريين في ذلك الوقت فتم اغلاقها.
عبقريه الدكتور علي باشا ابراهيم
حدث فى عام 1902انتشار مرض غريب غير معروف فى بلدة موشا القريبه من مدينه اسيوط وذهب الدكتور علي باشا للكشف علي المرضي وتوصل انها الكوليرا الاسيوية، وان الحجاج العائدين هم حاملين المرض وإرسالهم الي الصحه
للتحليل ولكن طيب الصحه نفي اصابتهم بهذا المرض، فقام علي باشا، باعادة التحليل ثانيا حتي ثبت صحة التشخيص
وقام بمعالجه المرضي والسيطرة علي الوباء.
وبعد ذلك عرف الدكتور علي باشا ابراهيم في كثير من بلاد. مصر في المنيا وبنى سويف ومصر الوسطي، وكانت اول عمليه جراحيه قام بها هي استئصال كلي في وقت ليس هناك الالات حديثه ولا تقدم مثل اليوم وثانى عمليه قام بها كانت تفتيت حصوه مثانه وتعتبر كانت اعجاز دون جراحه كبيرة وارتفع قدر علي باشا ابراهيم وعرف في مصر كلها.
تنقل على باشا في بلاد كثيره في مصر وكان اول بحث نشره بسبب ولاء ظهر في قرية صفا فى مدينه طوخ بالقليوبيه
حيث تسببت اقراص الروث المستخدمه من قبل النساء فى الجبز مرض اصاب النساء دون الرجال وقام بالتوصل للعلاج وكانت نقله في حياته العملية، الا ان الفارق الحقيقي في رحلته العلميه هو علاجه للسلطان حسين كامل من مرض لم ينجح الاجانب في علاجه وقام بعمل عمليه له بعدها انعم عليه السلطان بلقب جراح العائلة السلطانية.
في عام 1914بعد قيام الحرب العالمية الأولى قام بادارة القصر العينى بعد تحوله المستشفى حربي..
وعند قيام ثورة 1919قام علي باشا بجمع اطباء مصر وطالبهم المشاركه في الثورة وتحرير البلاد .
وفي عام 1924 كان حصل علي لقب البكوية من الملك فؤاد
تم تعيينه استاذ الجراحه في مدرسة الطب وهو اول مصري يحصل علي هذه الوظيفه ثم بعدها عام 1929تم تعيينه وكيلا لكلية الطب ثم تم انتخابه عميدا لكلية الطب وهذا لم يحدث من قبل لاي مصري، واثناء ذلك سمح للنساء بدراسه الطب، في مصر. في عام 1930قام بتأسيس الجمعية الطبيه المصرية، وبذل جهدا كبيرا على مدار ست سنوات لكى ينهض بالجمعيه فى مختلف مجالاتها، كما تم اختيار الدكتور علي باشا ابراهيم رئيسا لجمعيه الهلال الاحمر المصرى، وعن طريقها كان يقوم بنشر الثقافه الطبية.
تولى الدكتور علي باشا ابراهيم منصب وزيرا للصحة عام 1940،ووعد بإنشاء نقابة للأطباء، وانشاء اتحاد المهن الطبية، واصدار قانون للنقابة، ولقد صدر في عهد. الدكتور على باشا ابراهيم الدستور المصري للأدوية، والذى بذلت جمعيه الصيدلة جهدا كبيرا لكى يصدر هذا الدستور. حتى تنتهى فوضى الرجوع الي الدساتير الاجنبية فى تحضير الدواء.
ولقد قام الدكتور على باشا ابراهيم بالمساهمه في انشاء جامعه الملك فاروق الاسكندرية الآن، عام 1938كما شارك فى تأسيس كثير من الجمعيات الخيرية وجمعيات حماية الكفولة والنهوض بالريف المصرى.
تدهور صحة الدكتورعلى باشا ابراهيم
وفى اول عام 1946بدأ الدكتور على يشعر بالتعب، ويمكث فى المنزل كثيرا وابتعد عن العمل حتى يوم الثامن والعشرون من شهر يناير تناول وجبه غداء بسيطه، وخلد الى النوم واستيقذ علي بعد. الخامسه وبعدها صعدت روحه الي السماء تاركا لنا موسوعه طبيه وحياة مليئه بالكفاح والعمل. وتم دفنه فى مقابر الاسرة حيث خرجت جموع الشعب تودع طبيبها الرائع.
وفى عام 1979احتفلت نقابه الاطباء بيوم الطبيب المصرى
وكان الدكتور على باشا ابراهيم اول من تم تكريمهم، واحياء ذكراهم.
ماشاء الله مقال موفق من حضرتك 🌹
ردحذفشكرا جزيلا اسعدنا المرور
حذفرائعه جدا
ردحذفشكرا جزيلا لحضرتك
حذف