تراث قديم يتلاشي: الغاز اختفاء المسحراتي وسط اجيال اليوم-دفتر زمان
المسحراتي من اجمل العادات القديمة في رمضان |
تعتبر بهجة المسحراتي في رمضان من العادات القديمة التي يتبعها المسلمون خلال شهر الصوم. يقوم المسحراتي بجولة في الأحياء السكنية قبل طلوع الفجر، وهو يطرق الطبول أو يستخدم آلات موسيقية تقليدية، بهدف إيقاظ المسلمين لتناول وجبة السحور قبل بداية الصيام. يعتبر هذا العمل النبيل جزءًا من تراثنا الثقافي الغني ويمثل تلاحم المجتمع خلال الشهر الفضيل.
يؤدي المسحراتي دورا هاما في تنظيم نشاط الصائمين، حيث ينبه الناس بطريقة فنية و بهيجة على العود و الطبول، ما يعزز الروح المعنوية للمسلمين ويجعلهم مستعدين لتناول وجبة السحور الرمضانية. بالإضافة إلى ذلك، يتميز المسحراتي بمساعدته في تعزيز الأجواء الاجتماعية والمجتمعية، حيث تأتي العائلات والأصدقاء معًا للاستمتاع بموسيقى المسحراتي وتناول السحور سويًا، ما يعمق الروابط الاجتماعية ويعزز الترابط بين أفراد المجتمع.
يعد بهجة المسحراتي من التقاليد التي تُمَيِّز رمضان في العديد من البلدان. إن دور المسحراتي في تعزيز العمل الجماعي والولاء للتقاليد الدينية يجعله أحد الشخصيات المحبوبة والمحترمة في المجتمع المسلم
من اول مسحراتي في الاسلام
أما عن أول مسحراتي في الإسلام، ينسب هذا الدور إلى بلال بن رباح، رضي الله عنه، مؤذن الرسول صل الله عليه وسلم أحد الصحابة المقربين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. بلال كان يؤذن للصلوات الخمس في عهد النبي محمد، وكان له دور في إيقاظ الناس للسحور في رمضان. ومع ذلك، فإن الدور الذي يقوم به المسحراتي كما نعرفه اليوم تطور على مر العصور وأصبح له خصائص مميزة تختلف عن الدور الذي قام به بلال بن رباح. كان دور بلال ايقاظ. الناس ليس للاكل فقط انما للتعبد والإخاء بين المسلمين .
المسحراتي في الثراث المصري
المسحراتي في مصر هو شخص يقوم بدور مهم خلال شهر رمضان المبارك. يعد المسحراتي واحدًا من العادات القديمة التي استمرت في الثقافة المصرية على مر السنين. يتجول المسحراتي في الشوارع الساكنة قبل الفجر بأوقات مبكرة، وهو يردد الأناشيد والتسبيحات ليجعل الناس يستيقظون للإفطار والصلاة.
يقوم المسحراتي بتنبيه الناس بقرب موعد الإفطار من خلال العزف على آلة "الدف" والنداء بصوت عالٍ، ويردد بعض العبارات والألحان التقليدية. تعتبر هذه العادة جزءًا من تراثنا الثقافي المميز وتعبيرًا عن الروحانية والاندماج في الشهر الكريم. يشعر الناس بالبهجة والاقتراب من بعضهم البعض خلال هذه اللحظات، وذلك استعدادًا لتناول السحور والاستعداد لصلاة الفجر.
باختصار، المسحراتي في مصر يعد رمزًا للتقاليد والقيم الدينية والاجتماعية. إن وجوده يعكس حب الناس للعبادة والصلاة و روحانيتهم خلال شهر رمضان المبارك، ويساهم في خلق أجواء رمضانية مميزة تعزز الترابط المجتمعي بين الناس
المسحراتى في التراث المغربي
في رمضان، تعتبر حضور بهجة المسحراتي من العادات القديمة والمميزة في المجتمع المغربي. يشغل المسحراتي دورًا هاما في إيقاظ الناس قبل الفجر لتناول وجبة السحور وأداء صلاة الفجر. يعد المسحراتي شخصًا محترفا يستخدم أدوات موسيقية تقليدية مثل الدف والطبال، ويقوم بأداء الأناشيد الدينية والمحلية لإيقاظ الناس من نومهم. يتميز أداء المسحراتي بالحماس والطابع الاحتفالي، مما يمنح البيئة جوا فريدا و مرحا. تجتمع الأسر الكبرى في رمضان للاستماع إلى صوت المسحراتي والتمتع بجو عائلي مميز.
تُعد تقليدية المسحراتي في المغرب جزءًا هاما من الهوية الثقافية للبلاد. فهي ليست مجرد مهنة لكسب العيش، ولكنها أيضًا فن يتمتع به الكثيرون. يتعلم المسحراتيون المبتدئون هذا الفن من خلال رؤية ومراقبة المسحراتيون المحترفين، ومن ثم يستمرون في تطوير وممارسته حتى يصبحوا خبراء في هذا الفن التقليدي. يعد الحفاظ على هذا التقليد ونقله إلى الأجيال القادمة من أهم المهام للمسحراتيين، حيث يركزون على التدريب والتعليم للشباب لضمان استمرارية هذا التراث العريق.
إن بقاء بهجة المسحراتي في رمضان هو تأكيد على أهمية العادات والتقاليد في صيانة وتعزيز الهوية الثقافية. يمتلك المسحراتيون القدرة على إشعال الروح والحماس في الناس في السحور، مما يجعلها تجربة فريدة ولا تُنسى في شهر رمضان. تلك اللحظات التي يقدمها المسحراتيون تعزز التواصل الاجتماعي وتبني الروابط العائلية، وتضفي جوًا من السعادة والانسجام في البيوت المغربية.
اسباب اختفاء المسحراتي في العصر الحديث
في مصر، كانت مهنة المسحراتى تعتبر من المهن الشهيرة والتقليدية، إلا أنها تلاشت تدريجياً على مر السنين. العديد من الأسباب ساهمت في اختفاء هذه المهنة الثقافية والفنية الهامة. أولاً، يمكن أن نعزو ذلك إلى تغير الأذواق الفنية للجمهور، حيث أصبح الاهتمام بالتراث الشعبي يتلاشى ويحل محله اهتمام بالموضة الحديثة والترفيه العالمي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون العوامل الاقتصادية والاجتماعية قد تسببت في تراجع الطلب على خدمات المسحراتى، حيث أصبحت شاغرة للكثير من الأفراد الذين سبق وأن قاموا بهذه المهنة. على الرغم من تراجع شعبية هذه المهنة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بمكانة خاصة في الذاكرة الشعبية المصرية وتعتبر نقطة تماس بين الماضي والحاضر.
تعليقات
إرسال تعليق